على مدى سنوات طويلة تدخلت أمريكا عسكرياً في مناطق كثيرة وبحجج واهية، وارتكبت خلال ذلك جرائم عديدة لم تتم محاسبتها عليها، والتدخل في سوريا هو المثال الأنسب لتناقض واشنطن في معالجة الإرهاب، فأمريكا ليس لديها سياسة واحدة تجاه دول المنطقة، بل سياسات متعدّدة، وذلك تبعاً لمصالحها ولم يعد سراً على الإطلاق أن واشنطن دعمت وأرسلت المسلّحين المتطرفين إلى سورية، بهدف تدمير سورية ولتحقيق مكاسب سياسية وإستراتيجية في هذا البلد.

يقول جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي إن الولايات المتحدة وبريطانيا تواصل استخدام الجماعات الإسلامية المتطرفة الخاضعة لسيطرتها في سوريا لتقويض مواقف الحكومة الشرعية. حيث أن القيادة المركزية للقوات الأمريكية تخطط لتشكيل كتائب من المتطرفين لنفيذ أعمال عدائية ضد الحكومة السورية.

وأشارت المخابرات الخارجية الروسية إلى أن تنسيق هذا النشاط التخريبي تتم إدارته من القاعدة العسكرية الأمريكية في “التنف” في محافظة حمص. وقالت إن الولايات المتحدة تخطط في هذا الإطار إلى “تنفيذ عمليات ضد القوات الحكومية وهياكل الدولة في سوريا، ويشارك في ذلك ممثلو القيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية إلى جانب ضباط المخابرات”.

كما تم تكليف عناصر داعش بإشعال أعمال قتالية في الجنوب الغربي السوري في محافظتي السويداء ودرعا وفي وسط البلاد حمص وشرق نهر الفرات الرقة ودير الزور.  وبحسب البيان إنه من المخطط “تشكيل عدة مفارز من المتطرفين يبلغ إجمالي عدد أفرادها حوالي 300 فرد. وبعد تدريب خاص، سيشاركون في هجمات على منشآت عسكرية سورية وإيرانية”، وأضاف البيان أن “جزءاً من الإرهابيين سيكلفهم رعاتهم بمهام في العاصمة، من بينها خطف عسكريين روس وإيرانيين”.

ومنذ فترة قصيرة، أفادت وسائل الإعلام أن هناك نشاط غير اعتيادي لقوات الاحتلال الأميركي، في منطقة الـ 55 كلم في عمق البادية السورية، حيث قامت القوات الأمريكية بنقل عدد من عناصر التنظيم الإرهابي من سجون قسد، باتجاه قاعدة التنف. كما أكد مصدر أمني سوري أن الجيش الأمريكي، بدأ منذ أشهر قليلة بتدريب مجموعات مستقلة يتراوح أعداد أفرادها بين 40 و60 مسلحاً، بعضها للالتحاق بجبهات القتال ضد الجيش الروسي في أوكرانيا، وبعضها الآخر لتنفذي عمليات أمنية في درعا والسويداء، إلا أن المجموعات الأخيرة تم تحويلها مؤقتاً إلى البادية السورية لتحقيق مجموعة من الأهداف.

يذكر أن الولايات المتحدة قد قامت بتدريب عناصر من التنظيم الإرهابي سراً لإرسالهم إلى مختلف المدن السورية لإثارة الفوضى، كما ظهر عناصر من المقاتلين في صفوف الجيش الأوكراني بملابس عليها شعار تنظيم داعش وهذا يؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية هي من تدير التنظيم الإرهابي، وتعتبر المسؤول الوحيد عن إمدادات الجيش الأوكراني لوجستياً وعسكرياً.