التوم وش يرجع عائلات التوم من العائلات الخليجية التي إستوطنت في شبه الجزيرة العربية منذ آلاف السنين، ففي العهد القديم كانوا الرحالة لديهم علم واسع بالقبائل والبلدان من كثرة السفر والترحال، ولما تقدمت العصور وتوالت الأزمنة أصبح هناك مؤرخين يبحثون في أصول وجذور العائلات والقبائل، وذلك للوصول إلى تدوين التاريخ العربي وأحداثه ومعرفه التقاليد والعادات التي كانت تسود القبائل، لذا يبحث العديد من الناس عن شجرة العائلات للعديد من القبائل، وهنا سنعرض مختصر عن أصل عائلات التوم في هذا المقال.

التوم وش يرجع

إستوطنت عائلات التوم في المملكة العربية السعودية وتعود عائلات التوم إلى قبيلة عتيبة الممتدة من شجرة قبيلة عدنان، وإستوطنت معظم عائلات التوم في جنوب السعودية، وهناك من عائلات التوم من يعيش في الكويت وهم أعداد كبيرة، وهذه العائلات من ضمن أكبر العائلات العربية الخليجية ولها تراث أصيل ومتماسك من الأجداد إلى أجيال مختلفة عبر الأزمنة والعصور، ويعتبر الجد الأكبر لعائلات التوم هو هوازن بن منصور بن عكرمة إلى الوصول إلى الجد الأكبر عدنان.

هجرات قبيلة عتيبة

لقد تعددت هجرات قبيلة عتيبة عبر الأزمنة المختلفة بحثاً عن الإستقرار ووفقاً لمتطلبات الحياة المختلفة عبر كل زمن، ولقد أثرت هجرات قبيلة عتيبة على إدراكها بحيث أن الترحال والهجرات يكسب العقول العديد من الخبرات ويجعل الأفراد لديهم وعي وثقافات مختلفة عربية، ومن هجرات قبيلة عتيبة جذور عائلة التوم الهجرة إلى ساجر، والهجرة إلى الغطغط، والهجرة إلى الحفيرة لتوفر الماس في منطقة الحفير، ونظراً لأهمية قبيلة عتيبة في التاريخ فلقد تم تسجيل تفاصيل جميع هجراتهم.

معارك قبيلة عتيبة جذور عائلات التوم

لقد شهد التاريخ معارك وصراعات قبائلية متعددة في شبه الجزيرة، نتيجة لإعتداءات سواء على الأراضي الزراعية أو الأغنام والإبل، أو نتيجة لخلافات فكرية وغيرها من المعارك، وقبيلة عتيبة من القبائل الكبيرة والعريقة وهي من ضمن إحدى القبائل التي خاضت معارك متعددة، ومن هذه المعارك معركة الشريف محمد الحارث، ومعركة سناف الطراد وهذه المعركة قامت بين قبيلة عتيبة وقحطان، وكذلك معركة مناخ البقوم، ومعركة أم العصافير، ومعركة الزكاة.

قصة الحرب بالقصائد الشعرية

لقد كانت بعض عائلات قبيلة عتيبة في فصل الربيع يقومون بالإنتقال إلى منطقة نجد بعد أخذ الإذن من محمد بن هادي بن قرملة، وكان المسئول عن نقل قبيلة عتيبة هو الفارس والشاعر تركي بن حمد بن حميد المقاطي العتيبي، ولكن في إحدى السنوات لم تقوم قبيلة عتيبة بأخذ الإذن من محمد بن هادي، فرفض دخولهم، فقام الشيخين تركي وابن هادي بالدخول في معارك بإلقاء الشعر تعبيراً عن موقف كل منهم في هذا الخلاف.

سمات عائلات التوم

يتسم عائلات التوم بالتمسك بالتراث الإسلامي والهوية العربية في مختلف جوانب حياتهم، كما يتسمون بالتسامح والبساطة والإبداع، وحب العمل والتفكر في الطبيعة الخلابة، والعمل على زيادة الإنتاج لنهضة المجتمع سواء السعودي أو الكويتي، ولقد حرصوا على تعلم الفروسية، والفنون الشعبية التي يستخدموها في الإحتفال، وكذلك إدراكهم بأهمية الثروة الحيوانية والإشتغال بها، وتشجير الأراضي الصحراوية بالنخيل كجزء من الإصلاح الصحراوي.

أقرأ أيضًا : ما سبب اقالة عصام الشوالي من التعليق

إهتمام عائلات التوم بالشعر

لقد إتسمت عائلات التوم بحبهم للإلقاء الشعري والشعراء، ولقد أثر ترحال قبيلتهم العتيبة منذ أجدادهم في حب الأجيال للتراث العربي، من ثم إتسمت العائلات بالفصاحة اللغوية والقدرة على إستخدام الحجج، وإستخدام قصائد شعرية متعددة مُعبرة عن أوطانهم ومدحاً في الرموز المهمة في حياتهم سواء على صعيد السلطة أو لأجل أحبابهم، وكذلك قصائد الرثاء والهجاء، ويُعدّ هذا جزء من تاريخهم الذي سجله التاريخ عبر مختلف العصور، وهناك العديد من الشعراء لعائلة التوم ومنهم غير معروفين.

الحفاظ على الهوية اللغوية

تبين إن عائلات التوم من العائلات العربية التي تحافظ على الهوية اللغوية، فهي جزء من الهوية العربية، وضياع اللغة العربية بكافة لهجاتها هو ضياع للأوطان العربية عموماً، لذا حرصت العديد من الأجيال في عائلات التوم على الحفاظ على اللغة وإستخدامها، والإستنفار من الثقافات الغربية التي تخلط بين الهوية العربية والغربية حتى شهد التاريخ الحالي خلل في هوية الأجيال في الوطن العربي، بحيث أصبح الحديث المقطّع بكلمات من اللغة العربية وأخرى أجنبية هوية خاصة بذاتها، ومحو للهوية الأصلية.