بعد طواف الوداع هل يجوز المبيت في مكه، هو عبارة عن سؤال شرعي مرتبط بالحج، فهو عبارة عن زيارة بيت الله الحرام وأداء الكثير من المناسك بسمات مخصوصة حددها نبي الله “عليه أفضل الصلاة والسلام” وقد أوصانا بأن نأخذها عنه، وكذلك نؤديها كما أداها عليه السلام خلال حجة الوداع، ويشارك مقال اليوم في بيان إجابة هذا السؤال المطروح، وبيان بعض ضوابط طواف الوداع خلال فريضة الحج، بالإضافة إلى بيان حكم من ترك أحد أركان العمرة.

بعد طواف الوداع هل يجوز المبيت في مكه

بعد هذا الطواف لا يباح للمسلم أن يبيت داخل مكه، حيث أخبر أصحاب العلم أنه لا يباح للحاج أن يقوم بذلك ثم يبيت داخل مكة المكرمة.

بل يجب عليه أن يكون آخر أعماله داخل مكة هو الطّواف بالبيت العتيق، وهذا ما أمر به نبي الله “عليه أفضل الصلاة والسلام” حيث قال: “لا ينفِرنَّ أحدٌ حتَّى يَكونَ آخرُ عَهْدِهِ الطَّوافَ بالبيتِ”.

فلا يباح أن يقوم المسلم بطواف الوداع، بعد ذلك يذهب إلى التنزه أو العمل أو غير ذلك من الأمور داخل مكة، بل يكون من واجبه أن ينفر من مكة ويخرج منها بعد الطواف بشكل تام، ومن تأخر بعد الطواف ولم يخرج من مكة وبقي فيها، لسبب شرعي على سبيل المثال دواعي السفر وكذلك تجهيز أشياءه والأمتعة وغير ذلك.

فلا باس عليه بذلك بإذن الله عز وجل، أما من تأخر دون وجود سبب شرعي، فينبغي عليه أن يقوم بذبح شاةٍ فديةً لذلك، أو إعادة الطواف مرة أخرى بالبيت الحرام، فذلك مجزئ كذلك بإذن الله جل جلاله، وإن الحكمة من الطواف هي أن يكون آخر ما يشاهده المسلم بيت الله الحرام.

فترتسم في عقلن صورة تبقى خالدةً في عقله، أيضا من حِكم تشريع الطواف، هو شكر الله عز وجل على ما آتى المسلم من النعم، وأن رزقه بزيارة بيته الشريف وكذلك نوال الفضل والثواب العظيم، كما أنه يكون وداع للبيت العتيق بنظراتٍ جميلة، ويعتبر الطواف هو عبارة عن استئذان من الله عز وجل من أجل مغادرة البيت الحرام، والله وحده أعلم.

بعد طواف الوداع هل يجوز المبيت في مكه

بعد طواف الوداع هل يجوز المبيت في مكه

حكم طواف الوداع

إن الله عز وجل فرض الحج على الأشخاص وجعل الك الفريضة أحد أركان الإسلام، والّتي أخبرنا عنها نبي الله “عليه أفضل الصلاة والسلام” في سنته العظيمة، وجعل الإسلام لتلك الفريضة العظمة، أركانًا وواجباتٍ وسننٍ كثيرة، ومن الواجبات التي يكره للمؤمن ترك فعلها خلال الحج هو الطواف.

فالطواف واجب عند شعب العلماء، أي عند، فقد روي عن “ابن عباس رضي الله” عنه أنه قال: “أُمِرَ النَّاسُ أنْ يَكونَ آخِرُ عَهْدِهِمْ بالبَيْتِ، إلَّا أنَّه خُفِّفَ عَنِ الحَائِضِ”.

وبذلك فإّ من واجب المسلم أن يطوف بالبيت الحرام، ذلك قبل خروجه من مكة بشكل مباشر، وقد خفف هذا عن الحائض، لأنه يمنع عن الطّواف، فالطّواف يتطلب الطّهارة، فلا بأس على الحائض إن لم تطف هذا الطواف وخرجت من مكة.

أما هذا الطواف في العمرة، فهو غير مفروض، وذلك ما اتفقت عليه كل المذاهب الأربعة، حيث لم يرد شيءٌ عن نبي الله “عليه الصلاة والسلام” يوجب على المؤمنين أن يطوفوا هذا الطواف في العمرة قبل الخروج من مكة، والله وحده عز وجل أعلم.

اقرأ أيضًا: من هو أول من طاف بالبيت العتيق وما هي قيمة الطواف

وبذلك نكون انتهينا من مقال اليوم الذي كان عن بعد طواف الوداع هل يجوز المبيت في مكه، بعد أن تعرفنا فيه عن كل ما يتعلق به، نرجو أن يكون هذا الموضوع نال اعجابكم وافادتكم.