نزول الدم بعد الولادة الطبيعية أو القيصرية هو شيء ضروري للغاية من أجل تنظيف الرحم من الدماء المتجمعة طوال فترة الحمل، وقد يستمر نزول الدماء لمدة تصل إلى اربعين يوم وهو أمر نسبي يختلف ما بين كل سيدة وأخرى وما بين كل ولادة وأخرى، وعادة ما تكون كمية الدماء أكبر في حالة الولادة الطبيعية عن الولادة القيصرية، ولكن ماذا عن استمرار نزول الدم بعد الأربعين هذا هو ما سوف نتعرف عليه بالتفصيل عبر هذا المقال.

ما هي طبيعة نزول الدم بعد الولادة؟

في البداية يتم نزول دم احمر فاتح بصورة شديدة ويكون تدفق الدماء شديد، في الأيام التالية بعد الولادة يصبح الدم أقل غزارة وتقل لزوجته ايضًا، ويبدأ لون الدم في التغيير ويصبح وردي اللون، لكن إذا تحول الدم إلى اللون الأحمر مرة أخرى فهذا يدل على أنك قد قمت ببذل مجهود كبير قبل التئام الجرح وعليك الراحة ومراقبة لون الدماء.

بعد مرور أسبوع أو 10 ايام من الولادة، يبدأ اللون الوردي في التغيير ويصبح عبارة عن إفرازات سميكة للغاية ويستمر نزول الدم بكميات قليلة، كذلك قد تستمر بقع الدماء في النزول مدة تصل إلى ستة أسابيع لكن بصورة قليلة، كذلك قد تلاحظين نزول دماء بنية اللون وهو أمر طبيعي للغاية.

ما هي طبيعة نزول الدم بعد الولادة؟
ما هي طبيعة نزول الدم بعد الولادة؟

دلالات نزول دم اسود بعد مرور 40 يوم من الولادة

قد تعاني الكثيرين من السيدات من نزول دم أسود اللون بعد مرور 40 يوم من الولادة وهذا شيء طبيعي يحدث نتيجة حدوث اضطرابات في مستوى هرمونات الجسد خاصة إذا كنت ترضعين رضاعة طبيعية. أما إذا كانت كمية الدماء كبيرة ومستمرة فهنا يفضل اللجوء إلى الطبيب من أجل التعرف على استمرار نزول الدماء بهذا اللون.

كيف أعرف أنني اعاني من نزيف رحمي بعد الولادة؟

يجب عليك عزيزتي مامي استشارة الطبيب المختص على الفور في حالة حدوث إي من هذه الأعراض:

  • إذا كان لون الإفرازات أحمر قانيًا بعد مرور أربعة أيام من الولادة.
  • إذا لاحظت ظهور الدماء الحمراء مرة أخرى بعد ظهور الإفرازات الصفراء.
  • إذا أحسستِ برائحة غير مستساغة أو حدث لك ارتفاع في درجة الحرارة مع الإحساس بالرعشة، فهذا يدل على إصابتك بعدوى بكتيرية.
  • إذا لاحظتِ أنكِ تحتاجين إلى تغيير الفوطة الصحية كل ساعة.
  • إذا لاحظت وجود قطع كبيرة وتجلطات من الدماء.

اسباب استمرار نزول الدم بعد الأربعين من الولادة القيصرية

هناك الكثير من الأسباب التي قد تؤدي إلى نزول الدم بعد مرور 40 يومً على الولادة القيصرية ومن بين هذه الأشياء ما يلي:

  • حدوث تضخم للرحم بصورة أكبر من المعتاد خلال فترة الحمل بسبب الحمل بتوأم، أو بسبب زيادة وزن الطفل، أو زيادة السائل الامنيوسي.
  • الولادة المتكررة وفتح البطن أكثر من مرة قد يؤدي إلى ضعف عضلات البطن والرحم ويزيد من نزول الدم.
  • إذا كنت قد عانيت من وجود عدوى بالرحم خلال الحمل.
  • ايضًا قد يحدث النزيف بعد الاربعين في حال تعرضك السيدة إلى انفصال المشيمة المبكر في الرحم.
  • حدوث تمزق في الأوعية الدموية، او بقاء المشيمة في الرحم مما يؤدي إلى إصابة السيدة بنزيف حاد.
  • كذلك قد يكون السبب في استمرار نزول الدماء هو إصابة السيدة ببعض الأورام الليفية التي لا تسمح للرحم بالتقلص والانقباض من أجل وقف الدماء.
  • كذلك إذا كنت تعاني من جرح أو شق في منطقة العجان أو تمزقات كبيرة في الفرج.
  • كذلك قد تكونين سيدتي عرضة للإصابة بنزيف ما بعد الولادة والذي يستمر لأكثر من اربعين يومي إذا كنت تعاني من سيولة الدم، أو إذا كنت تعاني من تسمم الحمل أو مشاكل في الرحم مثل الرحم المقلوب.

اسباب استمرار نزول الدم بعد الأربعين في الولادة الطبيعية

بعد الولادة الطبيعية من المتوقع أن يستمر النزيف لمدة ستة أسابيع فهو أمر طبيعي وقد يحدث لدى العديد من النساء، ولكن يجب أن يكون نزول الدماء بصورة قليلة وليس في صورة نزيف حيث أن خسارة كميات كبيرة من الدماء قد تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة على الأم  ومن بين اسباب نزول الدم بعد الاربعين في حالة الولادة الطبيعية ما يلي:

  • الحمل المتعدّد، أي الحمل التوأمي.
  • الحمل بجنين يزيد وزنه عن 4 كيلوجرام.
  • المخاض العسير أو طول فترة المخاض.
  • الولادات المتعدّدة السابقة لهذا الحمل.

كذلك هناك عوامل قد تزيد من نسبة استمرار الدماء بعد الولادة حتى بعد الأربعين سواء في الولادة الطبيعية أو الولادة القيصرية ومن بين هذه العوامل ما يلي:

  • حدوث تمزّق في العضلة الرحمية، والذي عادة ما يحدث مع الولادة الطبيعية خاصة مع تكرار الولادة.
  • العملية القيصرية، وهي من الأمور التي قد تزيد من النزيف.
  • إصابة السيدة بمشاكل في الأوعية الدموية خلال فترة الحمل وتناول الأدوية التي تمنع من تخثر الدم.
  • تمزّق القناة المهبلية أو عنق الرحم خلال الولادة.
  • التخدير العام المستخدم في العمليات القيصرية قد يرفع من نسب النزيف في بعض الأوقات.
  • التحريض بالأوكسيتوسين، وهو من الأدوية التي تُعطى للحامل من أجل العمل على تحريض عملية الولادة.
  • متلازمة ما قبل الإرجاج الحملي، وهي ما تعرف بارتفاع ضغط الدم وطرح البروتين مع البول أو بالبيلة البروتينية.
  • السمنة المفرطة.
  • المشاكل المرضية التي تصيب المشيمة خلال فترة الحمل.

كيف يتم علاج نزيف ما بعد النفاس؟

يجب اولاً التعرف على السبب الذي ادى لاستمرار النزيف من أجل تحديد العلاج المناسب وذلك كالآتي:

  • إذا كان سبب النزيف هو وجود قطع في الرحم أو مشكلة في الجهاز التناسلي أو وجود شق في منطقة الفرج
  • فهنا يتم إجراء حلول وريدية بصورة سريعة، مع إعطاء حقن وريدية لوقف النزيف على الفور.
  • إذا كان سبب النزيف هو حدوث تمزق فيجب القيام بخياطة الجرح والعمل على وقف النزيف.
  • إذا كان سبب حدوث النزيف هو وجود مشكلة في المشيمة فهنا يقوم الطبيب بالتدخل وإزالة بقايا المشيكة من الرحم، وقد تدخل السيدة هنا غرفة العمليات مرة أخرى.
  • أما إذا استمر النزيف بعد ذلك فيتم إعطاء بعض الأدوية التي تعمل على إيقاف النزيف،
  • مع القيام بتدليك الرحم في غالبية الحالات لصرف الدماء والمساعدة في إنقباض الرحم مرة أخرى.
  • قد تحتاجين إلى نقل الدماء في بعض الحالات إذا استمر النزيف وذلك حرصاً على حياتك مع ضرورة البقاء تحت الملاحظة.
  • كذلك قد ينصحك الطبيب بضرورة الاستمرار في الرضاعة الطبيعية حيث أنها تساعد في إفراز هرمون الاكسايتوسين الذي يعمل على قبض عضلات الرحم ويساعد في وقف نزول الدماء.

يجب عليك عزيزتي الأم أن تتوجهي إلى الطبيب المختص على الفور إذا كنت تشكين أنك مصابة بالنزيف، أو في حالة استمرار نزول الدماء لأكثر من 40 يوم من أجل التأكد من عدم وجود سبب مرضي، فالطبيب في هذه الفترة يجب ان يكون صديق دائم لك من أجل المرور بسلام من هذه الفترة.